درويش و الحب
كان ديوان ” سرير الغريبة” 1998، كما يقول, أول كتاب له مكرس للحب كلياً, ورغم ذلك, حتى القدرة على الحب ” شكل من أشكال المقاومة: يفترض أن نكون نحن الفلسطينيين مكرسين لموضوع واحد – تحرير فلسطين, هذا سجن, نحن بشر, نحب، نخاف الموت, نتمتع بأول زهور الربيع, لذا فالتعبير عن هذا مقاومة لان يكون موضوعنا مملا علينا, إذا كتبت قصائد حب فأنني أقاوم الظروف التي لا تسمح لي بكتابة قصائد الحب
ويعترف بفشله في الحب كثيراً, "احب أن أقع في الحب, السمكة علامة برجي (الحوت), عواطفي متقلبة, حين ينتهي الحب, أدرك انه لم يكن حباً, الحب لا بد أن يعاش, لا أن يُتذكر"
جدير بصاحب «انتظرها»، و«أعدي لي الأرض كي أستريح فاني أحبك حتى التعب» أن يكون شاعر الحب، كما هو شاعر الأرض، أحب درويش مرات عديدة، منها ما انتهى بالزواج، ومنها ما ظل قصة احتفظ بها لنفسه ولم يصرح بها إلا بعد مرور سنوات عديدة على انتهائها، كقصة حبه لصاحبة قصيدة «ريتا والبندقية» التي وصفها بـ«والذي يعرف ريتا ينحني ويصلي لإله في العيون العسلية»، وريتا هذه كانت فتاة يهودية لأب بولندي وأم روسية تعرف عليها درويش في الفترة التي كان مشتركا بها في الحزب الشيوعي الإسرائيلي، أُختلف حول هويتها، فحسبما جاء في أحد الأفلام الوثائقية أنها «تماري بن عامي»، تلك الفتاة التي أحبها درويش، وهي ابنة ستة عشر عاما، حيث رآها وهي ترقص في أحد أنشطة الحزب الشيوعي الإسرائيلي، ويُقال إنها «تانيا رينهارت" التي وُلدت لأم شيوعية، وتتلمذت على يد تشومسكي في اللغويات، وكانت تناهض إسرائيل والدول الغربية.
تزوج محمود درويش مرتين إحداها عام 1977 من «رنا قباني» ابنة أخو الشاعر السوري الكبير نزار قباني، ولقد تزوج بها في واشنطن، واستمر زواجهما لمدة ثلاث سنوات، وهي مدة طويلة نسبيا بالنظر لزواجه الثاني الذي تم في منتصف الثمانينيات من المترجمة المصرية «حياة الهيني»، والذي استمر لمدة عام فقط، قول حياة الهيني عن انفصالهما «التقينا محبين وافترقنا محبين».
لم يرزق محمود درويش من تجربتي زواجه بأطفال، فقد كان عازفا عن الإنجاب مخافة أن يضيف لاجئ آخر كما كان يخشى المسئولية، تلك المسئولية التي جعلته يعزف عن الزواج مرة ثالثة ورغبة منه في الوحدة والحرية، فهو كما يرى أن الشاعر لابد وأن يكون حرا في قرارته كي يكون حرا في كتاباته.. يقول درويش عن انفصاله من زوجته الثانية:
«لم نصب بأية جراح انفصلنا بسلام، لم أتزوج مرة ثالثة، ولن أتزوج، إنني مدمن على الوحدة، لم أشأ أبدا أن يكون لي أولاد، وقد أكون خائفا من المسئولية، ما أحتاجه استقرارا أكثر، أغير رأيي، أمكنتي، أساليب كتابتي، الشعر محور حياتي، ما يساعد شعري أفعله، ما يضرني أتجنبه
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف